تقرير – مقتدى أنور
في تصعيد خطير للأحداث، شنت إسرائيل ضربة عسكرية جديدة استهدفت مواقع إيرانية، مبررة هذا الهجوم بقطع خطوط الإمداد الإيرانية في المنطقة، كرد على العملية الإيرانية الأخيرة المسماة “الوعد الصادق 2”. وقد أثار هذا الاعتداء ردود فعل دولية متباينة؛ فبينما دعت بعض الدول إلى ضبط النفس، حذرت أخرى من أن استمرار التصعيد قد يدفع المنطقة نحو أزمة أوسع نطاقاً. في هذا السياق، ترفض إيران الضغوط الدولية الداعية للتهدئة، وتؤكد على حقها في الدفاع عن سيادتها وحماية استقرار المنطقة ضد أي تهديد إسرائيلي.

الخارجية الإيرانية تتوعد
من جانبها، توعدت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل بالرد على الهجوم الأخير الذي استهدف مواقع عسكرية إيرانية في مناطق متفرقة. ووصفت الوزارة في بيان لها الضربة بأنها “انتهاك سافر” للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددةً على أن من حق طهران الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان أجنبي وفقاً لهذه المواثيق.

موقف العراق الثابت
أكد الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، على موقف العراق الراسخ ضد السياسات العدوانية لإسرائيل، وندد باستهداف إسرائيل لإيران، قائلاً إن “الكيان الصهيوني الغاصب يواصل سياساته العدوانية وتوسيع دائرة الصراع في المنطقة عبر اعتداءات سافرة دون رادع”.

وأضاف أن العراق يستنكر هذا الهجوم بأشد العبارات، ويجدد تضامنه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما أكد العوادي على موقف العراق الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ودعم جهود الاستقرار في المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مفتي العراق يعبر عن استهجانه
أعرب مفتي العراق، مهدي الصميدعي، عن استهجانه لما وصفه بضعف الرد العراقي على اختراق الأجواء والسيادة العراقية، مشيراً إلى أن الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية على مواقع إيرانية قريبة من الحدود العراقية يمثل تهديداً كبيراً لاستقرار المنطقة.

وقال الصميدعي في بيان تلقته /موازين نيوز/، إن “التجاوزات الصهيونية تستدعي رداً حازماً”، مشيراً إلى أنه مستغرب من موقف الحكومة العراقية والدفاعات الجوية التي أكد ناطقها الرسمي أنها في “حالة تأهب وتحت السيطرة العراقية”. ودعا الصميدعي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى التدخل الفوري لمنع أي تراخٍ في التعامل مع هذه الانتهاكات، مؤكدًا أن هذه التحديات تستدعي إجراءات صارمة لحماية كرامة العراق وسيادته.

الصدر يصف الرد الإسرائيلي بالضعيف
علق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على الضربة الإسرائيلية لإيران، واصفاً إياها بأنها كانت ضعيفة وأصغر من أن يتم استنكارها. وأضاف أن “الرد الإسرائيلي كان ضعيفاً ويكشف عن مدى الارتباك والقلق اللذين يحيطان بالكيان وداعميه، بسبب ثبات الموقف الإيراني في مقاومة التهديدات”.

ودعا الصدر الدول الإسلامية والعربية وكل محبي الإنسانية إلى الضغط على قوى الاستكبار العالمي، لوقف انتهاكاتها في المنطقة ومنعها من استهداف المدنيين والمؤسسات الإنسانية، مثل المستشفيات وقوات حفظ السلام والصحفيين.

حزب الدعوة: إيران لن تنحرف عن نهجها
أعلن حزب الدعوة الإسلامي عن إدانته للاعتداءات الإسرائيلية، مؤكداً أن هذه الضربات لن تثني إيران عن نهجها في دعم المقاومة. وجاء في بيان الحزب أن “الكيان الصهيوني الغاصب يتصرف بغطرسة واستهتار بجميع القوانين الدولية، مستبيحاً الأجواء وخرق سيادة العديد من الدول، دون أي موقف مسؤول من المجتمع الدولي، الذي فضل الصمت وتجاهل انتهاكات الكيان الصهيوني”.

إدانات من السعودية والبحرين والكويت
أدانت السعودية الاستهداف العسكري للجمهورية الإسلامية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، معربةً عن استنكارها لهذا الهجوم باعتباره انتهاكاً لسيادة إيران ومخالفةً للقوانين الدولية. كما دعت السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة لتحمل مسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد والعمل على إنهاء الصراعات في المنطقة.

بدورها، استنكرت وزارة الخارجية البحرينية اليوم الإجراءات العسكرية ضد إيران، مطالبةً بوقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين وخفض التوتر في المنطقة. كما أصدرت الخارجية الكويتية بياناً أدانت فيه الهجوم الإسرائيلي على إيران، معتبرةً أنه يعكس سياسة الفوضى التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال انتهاك سيادة الدول وتعريض أمن المنطقة للخطر، وتجاوز مبادئ القانون الدولي.

مع استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل، تظل المنطقة في حالة من الترقب الحذر لأي خطوات قد تزيد من خطورة الوضع وتؤدي إلى صراعات إضافية. وبينما تكرر إيران تأكيدها على حقها في الدفاع عن سيادتها، يبدو أن الأزمة تزداد تعقيداً، في ظل مواقف دولية متباينة وصعوبة التوصل إلى حل وشيك.

الموازين نيوز

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here