الجزء الثاني: ملخص عن حركة أحمد الحسن؛ المعتقدات؛ الإجراءات؛ المشتركات
بقلم: أکبر بيرامي
الملخص
حرکة أحمدالحسن المنحرفة هي فرقة إيديولوجية و من الحركات الفكرية الزائفة، التي قد تأسست في العراق عام 1999م. هذه الطائفة ذات طابع شخصي، وتعتبر مؤسسها حجة من حجج الله علی عباده، وصاحب علم لدني وعنده خصائص الأنبياء والأئمة المعصومين – في الفكر الإسلامي الشيعي. وتدعي هذه الفرقة أنها تحاول التمهيد لظهور المهدي(ع) وإزالة العوائق أمام عملية ظهوره، مع إظهار المرجعية الشيعية العلياء و محور المقاومة كعدو في العراق و في المنطقة، معتبرة إياها العدو الرئيسي للظهور. أتباع هذه الطائفة يدربون على محاربة هاتين المسألتين يعني: المرجعية و المقاومة.
لخص للمعتقدات الرئيسية لفرقة أحمدالحسن
تعتقد هذه الفرقة أن عدد الأئمة في مذهب التشيع يزيد عن 12، وأن العدد الحقيقي للأئمة المعصومين هو 13، وأن أحمد إسماعيل السلمي – من يسمي نفسَه: أحمد الحسن – هو الإمام الثالث عشر. يؤمنون بأن أحمد السلمي هو الإمام الناطق، ولهذا فإن أقواله و تقاریره تعتبر أرجح من أقوال خاتم الأنبياء(ص) و الأئمة السابقين(ع) و وكذلك الإمام الغائب(عج). لذا، يُعتبر التغيير الذي أحدثه هذا المدعي في الدين الإسلامي صحيحًا وقابلًا للتقبّل عند أتباعهم. من بين معتقدات هذه الفرقة: الإبطال للاجتهاد والتقليد؛ والإبطال لكون الإمام الثاني عشر أنه القائم الأخير؛ والإيمان بأن جميع الشيعة الذين لا يؤمنون بأحمد الحسن هم في ضلال و من أهل النار و لزوم محاربتهم؛ والإيمان بتحريم أي نوع من الانتخابات؛ والاعتقاد بضرورة مواجهة مراجع التقليد الشيعية؛ والاعتقاد بأن محور المقاومة الشيعة منحرف و مانع للظهور، وما إلى ذلك. من الجدير بالذكر أن جميع جوانب مذهب التشيع، بحسب فكر هذه الفرقة، تواجه غموضًا وشبهات وتحديات، حيث إن جميع الأصول والفروع والتفاصيل من المذهب الشيعي باتت معرضة للمراجعة والتجديد.
من هو أحمد الحسن؟
المهندس أحمد إسماعيل السلمي، مواطن عراقي، وُلد في منطقة هوير من محافظة البصرة. وُلد في العام 1968 م، وبعد اجتيازه المرحلة الدراسية، التحق بكلية الهندسة في البصرة حيث درس الهندسة المدنية، وحسب قوله حصل على درجة البكالوريوس.
بعد ذلك، وفقًا لما يقوله، دخل الحوزة العلمية في النجف خلال فترة السيد محمد الصدر لغرض دراسة العلوم الدينية، وبعد فترة من الحضور في الحوزة، زعم أنه أقام اتصالًا خاصًا مع الإمام الثاني عشر للشيعة و استلهم بالابتعاد عن الحوزة، مدعيًا أن حوزة النجف مكان الضلالة و الإنحراف!
ادعاءات أحمد قد نمت بطريقة تدريجية. بدأ عمله بادعاء البابية وكونه بابًا للقاء الإمام المهدي(عج)؛ في هذه المرحلة، كان له معاون مجرب يُدعى حيدر مشتت المنشداوي، وقد تعلم أحمد جزءًا كبيرًا من الاستدلالات عن صديقه حيدر. واستطاع، بفضل مساعدة هذا المعاون، توسيع حرکته ثم أعلن نفسه كمرسل للإمام المهدي بين الشيعة، ثم عرّف نفسه كيماني – من علامات الظهور – وبعد ذلك كوصي للإمام المهدي وابنه. وبعد خلاف مع أحمد، انفصل عنه حيدر المنشداوي عام 2005 وأنشأ لنفسه حرکة منفصلة مشابهة واجتذب بعض أتباع أحمد، و لکن بعد فترة قُتل بالرصاص في بغداد على يد مجهولين.
الفرع العسكري لفرقة أحمد الحسن
کانت تمتلك هذه الفرقة، بالإضافة إلى النشاطات الدعوية، فرعًا عسكريًا أيضًا، وقد قامت مرتين بخروج مسلح خلال تاريخها القصير. كان أحدهما في عام 2004 بجوار مسجد السهلة، والآخر في عام 2008 الذي نتجت عنه اشتباكات عنيفة في عدة محافظات عراقية، بما في ذلك: البصرة، الناصرية والنجف. أدى ذلك إلى مقتل عدد من قادة الفرقة اليمانية واعتقال بعض آخر، مما أدى إلى عزلة الفرقة وانحلال فرعها العسكري. ومع ذلك، يبقى خطر الأفكار المتطرفة والخطيرة لهذه الحرکة الإرهابية قائمًا.
وقد ذكرت جميع وكالات الأنباء العراقية التي غطت هذا الحدث عام 2008 الفرقة اليمانية كمنظمة إرهابية.
وقبل هذه الحادثة بأسابيع، وبحسب بعض الأخبار، كان أحمد قد غادر العراق وتوجه إلى الإمارات. وبعد هذا الحدث الإرهابي، لم يعد هناك أي أثر لأحمد، ولا توجد أي أعمال خارجية أخرى له باستثناء نشر بعض الملفات الصوتية وبعض المنشورات الکتبية التي يُزعم أنها من تأليف المهندس أحمد السلمي. واعترفت بعض الشخصيات المهمة التي انشقت عن هذه الحرکة الإرهابية بأن أحمد كان على قيد الحياة بعد ذلك التمرد المسلح وذهب إلى أستراليا بعد الإمارات وعاش في ماليزيا لفترة.
الأصول المشترکة بين الحرکة اليمانية و سائر الجماعات المنحرفة
الحرکة اليمانية قد استفادت من البهائية في أکثر الدعاوي. فکل ما تستدل به هذه الفرقة في التأصيل و التأسيس، مأخوذ من: الشيخية، البابية والبهائية. حيث ترى أن دعوی إمكانيّة البابية من الإمام المهدي في عصر الغيبة الکبری، وأن المقصود من هذا الباب هو أحمد الحسن؛ وأن الإمام الغائب قد توفي – و رُفع من الأرض كما هو حال عيسى بن مريم – وله خليفة في الأرض وهو أحمد الحسن. وكذلك، مثلما أن شعار البابية هو: «تحرير الحقيقة ورفع التقاليد»، فإن هذه الفرقة تعتبر التقليد بالعلماء الدينيين شركاً. فکل هذه الدعاوي قد أخذت من البهائية کما هو واضح.
فمن خلال دراسة كتاب استدلالية لميرزا نعيم الأصفهانی – أحد المبلغين للبهائية في عصر القاجار – نجد أن ذلک الكتاب اليوم يخدم أفكار أحمد الحسن و يدعمه تماماً.
ومن جهة أخرى، استغلت هذه الحرکة الطوائف الغالية التي كانت تبالغ و تغلو في الأئمة المعصومين، لتضخيم أحمد الحسن. المدعي نفسه استلهم أيضاً من الفكر النصيري، الذي يُعتبر فكراً غالياً وكافراً، وقدم ادعاءات عظيمة في حق نفسه.
يجب أن نعلم أن هذه الحركة تأثرت بشكل كبير بالفكر الوهابي. يقوم مبلغو هذه الفرقة، عندما يرون أن أحد الخصائص الفكرية الشيعية تُزعجهم، باستخدام شبهات الوهابية لإضفاء الشك على تلك الخصائص.
أيضاً، هذه الفرقة استمدت تعاليم متعددة ومهمة من أفكار: الأخبارية، المسيحية واليهودية.