المشروع التركي ضد الإيراني
والسني الإخواني ضد الشيعي

محمّد صادق الهاشميّ
٢٢/ ١٢ / ٢٠٢٤ م

يعتقد البعض أنّ الجولاني سيتمكن أو يُمكِّنَهُ الغرب من حكم سوريا، باعتبار أنَّ توجه المخابرات الأمريكية منذ عقود يقوم على أساس دعم ( الإخوان- الخط القطبي)؛ نعم إنّ أغلب المراقبين والمُحلِّلين يرون أنّ الإسلام الذي تسعى أمريكا لنشره هو النموذج الإخواني مقابل الإسلام المحمّديّ الأصيل.

ومن هنا _ ووفق تلك الخطة _ دعمَ الكيان الإسرائيلي والغرب الدولة القطرية الإخوانية، ودعم الدولة التركية الإخوانية، وهكذا ليبيا بعد أن تم تمكين حفتر، وهذا هو الرأي السائد والذي يتداوله الإعلام ومراكز الدراسات والكُتَّاب في الغرب وفي الأمر تفاصيل :

١- نعم نؤيد ونتفق مع القائل أنَّ المشروع الغربي قائمٌ على أساس إيجاد دول سُنِّيَّة عقائدية، والنموذج المختار هو النموذج الإخواني ليقف ضد الدولة الشيعية في العراق وإيران، وضد المد الشيعي في لبنان، وضد نهوض المذاهب الشيعية الأخرى من الحوثيين والعلويين وغيرهم .

٢- آن الأوان لأمريكا وإسرائيل أن تُحقِّقا مشروع (الشرق الأوسط الجديد ) الذي نادى به اوردغان ونتنياهو، هذا الشرق الذي برز فيه الشيعة كقوة إقليمية،اليوم يتم العمل على نشر الضد النوعيّ بإقامةِ إقليمٍ اخوانيّ بعد توسيع مساحات السيطرة التركية في العراق والشام وآسيا الوسطى؛ لأن امريكا وبريطانيا المسيحية غير منسجمة دينيا في العالم العربي والإسلامي وغرب آسيا، لذا فرضَ المخطط الصهيوني إقامة دولة تركية واسعة مدعومة لمواجهة الشيعية، فيكون الأتراك مقابل إيران والسنة الإخوان مقابل المذهب الشيعي ليكونوا حصان طروادة للكيان وعموم المشروع الصهيوني.

٣- حقق المشروع الصهيوني اليهودي الهيمنة على أوروبا من خلال إقامة التحالف الوثيق بين اليهودية والمسيحية،والآن يعتمد المشروع على إقامة تحالف واندماج بين الإسلام الإخواني مع الصهيونية اليهودية ليتمكن الكيان الإسرائيلي والغرب من إحكام السيطرة على العالم العربي والإسلامي.

٤- منذ عقود يخطط الغرب وأمريكا لمواجهة المقاومة بمنهجِ تقطيعِ أوصال المقاومة، وهو الذي يتحقق اليوم باحتلال سوريا؛ لأنّ تركيا لا تتمكن بحكم جغرافيتها من أن تكون كتلة جغرافيَّة عازلة بين الساحات المقاومة، بينما سوريا بحكم موقعها تتمكن من فصل العراق وإيران عن لبنان وغزة.

٥- تحتاج تركيا وقطر وأمريكا وأوروبا إلى الجغرافيا السورية لمدِّ الطرق التجارية الجديدة لصالح الكيان الإسرائيلي، وأوروبا لإيصال التجارة والغاز ومنع الروس والصين وإيران من الوصول إلى خط التجارة العالمية عبر العراق سوريا.

٦- مبادرة الكيان الإسرائيلي باستغلال الهيمنة الإخوانية على سوريا لتدمير السلاح السوري و التوغل بالعمق الجغرافي واضحٌ في أنّ الهدف المرسوم هو إحداث التغيير لصالح الكيان الإسرائيلي ضد المقاومة.

٧- قيام الغرب وامريكا بدعم وتمويل التشكيلات العسكرية الإرهابية السنية المتطرفة ؛ لإيجاد ضد نوعي آيدولوجي ضد الساحات المقاوِمة الشيعية .

٨- مليشيات قسد وعموم الكرد أيضا هم مشروع صهيوني لتقطيع أوصال الجغرافيا السياسية والجيبوليتيك المقاوِم، فإن اختلف الكرد مع الجولاني في طبيعة الحكم فإنهم لا يختلفون في الالتحاق بالمعسكر الصهيوني إلّا البعض غير المؤثر منهم.

٩- قال نتنياهو أن إيران بعد الان لا تتدخل في قرار العواصم العربية، وقال بومبيو في القاهرة سوف نتمكن من حصر إيران في جغرافيتها وهذا هو الهدف الذي يسعى الغرب بشكلٍ أساس إليه.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here