المساجد، رمز مشترك و قديم بین إيران و العراق
الکاتب: محمدباقر الحکيم
طوال تاريخ، المساجد دائمًا ما عُرِفت كمراكز دينية وثقافية واجتماعية. كانت المدن المختلفة في العالم الإسلامي تستضيف العديد من المساجد، ولكن بعض هذه المساجد بسبب ميزاتها الفنية والثقافية الخاصة، أصبحت رموزًا بارزة. ومن بين هذه المساجد، يُعتبر المسجد الجامع في سامراء بالعراق والمسجد الجامع في أصفهان بإيران، كمثالين من العصر الذهبي للإسلام، يعكسان القيم الثقافية والتاريخية المشتركة بين الشعبين الإيراني والعراقي.
المسجد الجامع في سامراء
في واحدة من أهم محافظات العراق، وهي سامراء، يوجد مسجد يُسمى بـ المسجد الجامع في سامراء، الذي اشتهر بفضل مئذنته الحلزونية المعروفة بالملوية، بارتفاع 52 مترًا. تُعتبر هذه المئذنة الفريدة رمزًا للعصر العباسي. الملویة بشكلها الخاص، هي مثال على الابتكار في العمارة الإسلامية التي دائمًا ما اجتذبت انتباه المسافرين والباحثين. هذه المئذنة ليست بارزة فقط من الناحية الهيكلية، ولكنها أيضًا رمز لانتعاش الثقافة والفن في العهد العباسي، وشهادة على العلاقة التاريخية والثقافية بين إيران والعراق.
المسجد الجامع في إصفهان
من الجانب الآخر، تُعتبر مدينة أصفهان قلب الثقافة والفن في إيران. المسجد الجامع في هذه المدينة، بتصاميمه الهندسية المعقدة وزخارفه الفسيفسائية الرائعة، يعرض فن العمارة الإسلامية الذي بلغ ذروته. تُروي عمارة هذا المسجد مع كل لون ونقش قصة من تاريخ وثقافة الإسلام في إيران. على مر القرون، تحول هذا المسجد إلى واحد من الرموز الرئيسية لأصفهان، مما يدل على التكامل الثقافي والديني بين الشعب الإيراني وعالم الإسلام.
العلاقة الثقافية بين المسجدين والأمتين
يُعتبر المسجد الجامع في سامراء والمسجد الجامع في أصفهان، كلاهما كذكريات من العصر الذهبي للإسلام، ليس فقط کأماکن دينية، ولكن أيضًا كآثار فنية وثقافية قيمة. تُظهر هذان المعماريان التبادلات الثقافية والتراث المشترك بين الشعبين الإيراني والعراقي. من جهة، تُعكس عمارة وبناء الملویة في سامراء ذوق وموهبة العمارة الإسلامية في العراق، ومن جهة أخرى، تُعتبر الزخارف الفسيفسائية للمسجد الجامع في أصفهان، من روائع الفن الإسلامي في إيران، عرضًا للجمال والموهبة الفنية للشعب الإيراني.