الجزء الثالث: مخاطر هذه الجماعة على المذهب الشيعي، مستقبل العراق ومحور المقاومة
الملخّص
قد کتبنا في المقالين السابقين عن تاريخ النشأة وبعض التصرفات الميدانية والافتراضية لهذه الجماعة الدينية الخطيرة في العراق. وسيحاول الجزء الأخير من هذا المقال التعبير عن مخاطرها على المذهب الشيعي ومحور المقاومة و مستقبل العراق.
مخاطر جماعة اليماني علی مذهب التشيع
لا ينبغي الشك في أن مذهب التشيع قد واجه بهائية جديدة. هذه الجماعة المهداوية مثل الحركة البهائية لديها منظمة تسمى “مکتب الامام أحمد الحسن” وبعد استقطاب كل تابع يتم تسجيل اسمه وملفه الشخصي في قائمة ويستخدم ذلك التابع لتنمية هذه الطائفة المنحرفة . أعمال کمثل: الترويج لهذه الجماعة بين عامة الناس؛ نشر منشوراتها في الشوارع أو توزع المجلات الليلية لهذه الحركة على أهل الأزقة والأسواق؛ إنشاء مكان آمن لعقد المجالس الوعظية وأداء صلاة الجمعة والعديد من الأمور الأخرى هي من المهام المنوطة بأتباع هذه الجماعة المهداوية.
وقد واجهت جميع معتقدات الشيعة شكوكاً جدية من جانب هذه الحركة، و في رأيها فإن عامة الشيعة الإثني عشرية هم في أحسن الأحوال: من أهل النار، وفي أسوأ الأحوال: هم النواصب، و عندما صاروا نواصب، وفقاً لفتوى أحمد الحسن، فإن أموالهم حلال لأبناء هذه الجماعة التکفيرية، فلهم حق الاستيلاء على تلك الأموال، لو استطاعوا. يجب الترکيز أن المقصود بالناصبي هو من يعرف أحمد الحسن ويعتقد أنه مدعي كاذب. وقد كلّف أحمد الحسن أتباعه بمسؤولية التعرف على النواصب وأباح لهم اغتصاب أموالهم.
إن أعمال هذه الطائفة الدموية في عامي 2004 و2008 كانت ضد الشيعة، وسال على الأرض دماء الأبرياء من أبناء مدن البصرة والناصرية والنجف.
مخاطر هذه الحركة علی محور المقاومة
إن حرکة أحمد الحسن الضالة، هي طائفة فكرية زائفة ذات منهج مخالف للفقه الشرعي، وتعارض أصل الفقاهة وفروعها كولاية الفقيه. في منطق هذا المدعي فإن الفقيه هو بالفعل صنم، ويعتبر تقليده في الأحكام الشرعية أو الشؤون الاجتماعية کعبادة الأوثان.
وبنفس المنطق فإن لدي أغلب الملتحقين لهذه الحركة المنحرفة، انتقادات جدية وحتى نوع من العداء تجاه المعتقدات الشيعية العامة مثل ضرورة احترام وإتّباع فقهاء الشيعة أو فكرة المرجعية الدينية أو ولاية الفقيه. ولهذا السبب، فإن معظم أتباع هذه الحركة المنحرفة لديهم عقلية معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية و عندهم عقلية مناهضة لمحور المقاومة، ولذلك تعتبر هذه الطائفة أحد الفروع الدينية المناهضة لمحور المقاومة في العراق.
الإجراءات العملية لهذه الحركة مثل: إقامة الإحتفال بعد استشهاد الجنرال سليماني في العراق وتوزيع الحلويات – وهو ما أدى للأسف أيضًا إلى تغطية إعلامية كبيرة -، و الهجوم المتواتر علی القنصليات الإيرانية في البصرة وكربلاء والنجف، وكذلك المشاركة الفعالة في مظاهرات أكتوبر 2019، كلها تظهر بوضوح أن هذه الحركة لها إنتماءات مضادة للمقاومة الإسلامية في العراق.
مخاطر هذه الحركة علی العراق
تتميز فكرة أحمد الحسن باختلافات مهمة مقارنة بالجماعات الجديدة مثل التشرينيين والليبراليين الجدد. يحتوي هذا التيار على مدرسة ويهدف إلى تثقيف الناس وفقاً لمعتقدات الحركة. وهذه الحركة تشهد تكاثراً و نمواً؛ فقد ولد في العراق الجيل الثاني من هذا التيار المنحرف.
ويرتدي الملتحقون إلى هذه الحركة، بعد اجتيازهم الدروس الدينية وفق تعاليمها، الملابس الدينية و العماعم ويقدم لهم الدعم المالي عن مکتب أحمدالحسن في النجف للدخول إلى الساحات الدينية أو السياسية. مديرو المکتب کـ: عبد العالي المنصوري، علاء سالم، ناظم العقيلي، واثق الحسيني، عبد الرزاق الديراوي وغيرهم ينشطون بشكل مستمر في العراق.
ومن ناحية أخرى، أنشأت هذه الحركة المنحرفة شبكات واسعة في دول مختلفة مثل الكويت وقطر والسعودية والبحرين وأذربيجان وتركيا والأردن، وخاصة إيران، وتحاول جذب أتباع لها.
وتهتم هذه الحركة كثيراً بالعمل السياسي المشترك مع شخصيات متعارضة. وكانت محاولتهم تعيين جعفر الصدر رئيساً للوزراء في العراق مثالاً على هذا العمل. ومن ناحية أخرى، تضع هذه الحركة أتباعها دائماً في خدمة الجماعات السياسية المعارضة في الحملات الانتخابية. هذا بينما في منطق منشئ هذه الطائفة – احمد الحسن-، كانت الانتخابات والمشاركة فيها تعتبر من الأساس شركاً كبيراً، لكن الآن بعد أن أصبح بقاء هذه الحركة المنحرفة يعتمد على الانفتاحات السياسية، يتم تشجيع أعضائها على المشاركة الفعالة في الانتخابات العراقية بدلاً من ذلك. ففي رأي هذه الحركة لا ينبغي أن يفوز مرشحو محور المقاومة في الانتخابات.
وبحسب بعض المحللين، فإن خطورة مثل هذه الجماعة التي تسعى إلى تثقيف أتباعها روحيا وفكريا وعقائديا، أكبر من خطورة التشرينيين وغيرهم من الجماعات العلمانية التي ليس لها منطق عميق و محدد.